قالت جدتي..
عاش جدي في حضن القبيلة بين أعمامه و أخواله،مدللا ، يمارس الكسل وتصعلك النبلاء بامتياز ،لأنه كان وحيد سيد القوم ،يقضي يومه يتحرش في بنات أعمامه و بنات
أخواله ،يردد نفس الأبيات التي حفظها من راوي القبيلة..و ما وجدوا له رادعا ، فاجتمع أعيان القبيلة كعادتهم ، و أجمعوا على زواجه بابنة عمه ، التي هي جدتي ،كانت جميلة لكنها خشنة ،عنيدة وسليطة اللسان ،تجاوزت الخمسة عشر من عمرها و لم تتزوج..مثلها مثل النملة ، لا تعرف الراحة ،لا تكل ولا تمل ، من الفجر الى العشاء..
بين عشية وضحاها وجد جدي نفسه متزوجا في خيمة صغيرة ، أعطوه بعض الأواني ، والأفرشة والأغطية البالية ، و وسادتين..أمر دبر بليل ، واتفق القوم على ما لا يطلع عليه أحد.
جد الجد ، و صنعت ابتسامة جدتي الساخرة من جدي عبدا ،يخرج من الفجر الىالمغرب ، وذات يوم عاد مبكرا، فوجد القوم في الساحة ،دفعه الفضول ، فتوجه نحوهم،يجر الخطى، تعب ،مرهق ، يجر جسده جرا..فوجدهم حول ثعلب ما رأوا مثله مكرا ، و لا حيلة في سرقة الدجاج ، و أحيانا يسرق حتى الخراف الصغيرة ، كان الغل والغضب قد بلغ بهم حده ،دائما ينجو بأعجوبة ، الا ان ذكاء الحرامي يوقعه بالكل ، كما يقول المثل ، و ها هو ذا اليوم بين أيديهم ،يتشاورون مزاحا كيف يقتلونه ..
قال أحدهم أشنقوه ، وقال آخر أسلخوه حيا ، وقال آخر أحرقوه ..
فقال جدي ..لا تفعلوا به شيئا من هذا
فقال أحدهم..و ماذا ترى أيها المدبر ؟؟
فقال جدي ..زوجوه بمثلها ( يعني جدتي) و أنصبوا له خيمة مثلى
فضحك الجميع ، و اجتمع الأعيان ثانية.